برّ الوالدين
لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ببرّ الوالدين، ومعاملتهما بالحسنى، وخفض الجناح لهما، ومخاطبتهما بطريقة ليّنة، وقد حرّم سبحانه وتعالى كلّ الأعمال التي تكون عكس ذلك ، قال الله سبحانه وتعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) سورة النّساء، 36 ، وقال الله سبحانه وتعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذّل من الرّحمة وقل رب ارحمهما كما ربّياني صغيراً) سورة الإسراء، 23-24 .
بر الوالدين يكون بطاعة الوالدين فيما يأمران به :
خدمتهما ومساعدتهما على تأدية احتياجاتهما بكل السبل والوسائل المتوفرة والمتاحة لذلك.
استعمال الأدب في الحديث معهما والهيبة عند الوقوف بين يديهما، فلا يرفع الابن صوته بحضور والديه، ولا يحدق النظر إليهما
أن لا يزجرهما أو يهينهما، وأن يتلطف عند الكلام معهما، ويحذر من رفع صوته فوق صوتهما أو نهرهما عن شيء ما.
أن يصغي لحديثهما وعدم مقاطعتهما في الحديث أو منازعتهما، والحذر من تكذيبهما أو ردّ حديثهما.
أن لا يتأفّف من أوامرهما وطلباتهما، ولا يضجر منهما، قال الله سبحانه وتعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا) سورة الإسراء، 23 .
أن يقابلهما بوجه بشوش وترحاب، وأن لا يعبس في وجههما أو يتجهّم لهما.
أن يتحبّب إليهما، ويتودّد لهما، فمثلاً يبدء هو بالسلام عليهما، ويقبّل يديهما، ويوسع لهما في المجالس
أن يحترم وجودهما في المجلس، عن طريق تعديل جلسته، وأن يبتعد عن كلّ ما يمكن أن يشعرهما بالإهانة. أن لا يتمنّن عليهما عن تقديمه لعمل ما أو خدمة لهما، لأنّ هذا يعدّ من مساوئ الأخلاق.
أن يقدّم حقّ الأم، ويحسن إليها، ويعطف عليها، ويزيد من تقديرها له، وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – فقال: يا رسول الله من أولى النّاس بحسن صحابتي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أبوك) رواه البخاري .
أن يساعدهما في أعمالهما، فإنّه ليس من حسن الأخلاق أن يتفرّج الابن على والديه وهما يقومان بالأعمال.
أن لا يزعجهما أثناء نومهما، أو يحدث جلبةً أو صوتاً شديداً.
أن لا يثير الجدل أو الشّجار أمامهما، ويحلّ مشاكل بيته وإخوته بعيداً عنهما، حتى لا يؤذيهما.
أن يسرع في تلبية ندائهما، سواءً أكان مشغولاً أم لا.
أن يعمل على التّوفيق والإصلاح بين والديه، ويقرّب وجهات نظرهما من بعضهما البعض حال اختلافهما في أمر ما. أن يستنير برأيهما، ويأخذ بمشورتهما في جميع أمور الحياة.
الإنفاق عليهما مالياً وتلبية احتياجاتهما وسد عوزهما عندما يكبران .
لبر الوالدين فضلٌ كبير عند الله سبحانه وتعالى، فهو يدخل صاحبها الجنة وينجيه من مصائب الدنيا بل وهو السبب في زوال الهم والحزن، كما وتعتبر من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وهو من الأفعال التي تقدّم على الجهاد في سبيل الله عز وجلّ، كما أنّ رضا الله من رضا الوالدين، وسخط الله من سخط الوالدين، وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر كما وصفه الرسول صلّى الله عليه وسلّم فهو عكس برّهما، وحذر الله سبحانه وتعالى والإسلام من عقوق الوالدين.