إنتاج كتابي لن أرضى بغير وطني بديلا

تَرجّتْ النّبْتَةُ مَارِيّا أن تَعُودَ إلَى مَسْقَط رأسِهَا لأنّهَا لا تَقْدِرُ عَلَى فِرَاقِ وَطَنِهَا وَافَقَت البنْتُ عَلَى الطّلَب لكِنّهَا طَأطَأت رَأسَهَا حُزْنًا عَلَى فرَاقِ النّبْتَةَ وَمِنَ الغَدِ اتّجَهَتْ البِنْتُ إلَى مَطَارِ بَارِيس تحمل بين يديها أصيصا وَاسْتَقَلّتْ الطّائِرَةَ المُتّجِهَةَ إلَى تُوزر بَعدَ سُوَيْعَاتٍ وَصَلَتْ الرّحْلَةُ إلَى الجَنُوبِ التّونُسِي فَتَوَجّهَتْ مَارِيّا إلَى الصّحْرَاء حَيْثُ أوْدَعَتْ النّبْتَةَ مَسْقط رَأسِهَا ، وَمَا كَادَتْ جُذُورُهَا تُلَامِسُ الرّمَالَ حَتّى أيْنَعَتْ وَظَهَرَتْ عَلَيْهَا عَلَامَات الانْتِعَاشِ .وَقَبْلَ المُغَادَرَةِ تَمَنّتْ مَارِيّا لصَدِيقَتِهَا النّبْتَةَ حَيَاةً سَعِيدَةً في مَوْطِنِهَا الجَمِيلِ . فَرَدّتْ النّبْتَةُ : » أشْكُرُك عَلَى كَرَم الضّيَافَةِ وَ أرْجُو أنْ تَزُورِينِي كُلّمَا سَنَحَتْ لَكِ الفُرْصَة « . أرْدَفَت مَارِيّا : « سَأحْرِصُ عَلَى العَوْدَةِ خِلَالَ العُطْلَة القَادِمَة « .

.وَدّعَتْ مَارِيّا النّبْتَةَ وَعَلَى خَدّهَا دَمْعَةٌ عَلَى فِرَاقِ خَلِيلَتِهَا.

إنتاج لن أرضى بغير وطني بديلا