Post Views: 49 959
إنتاج كتابي اللمجة المتسممة
قَارَبَتْ حِصّةُ الدّرْسِ عَلَى الانْتِهَاءِ شَعُرَ مُنِير بِجُوعٍ شَدِيدٍ وَأصْبَحَ يُرَاقبُ عَقَاربَ السّاعَة وَيَعُدّ الدّقَائِقَ وَالثّوَانِي حَتّى يَسْتَطِيعَ الخُرُوجَ وَشِرَاءَ لُمْجَة يَسُدّ بِهَا رَمَقَهُ وَبَيْنَمَا كَانَ الطِّفْلُ شَارِدَ الذّهْنِ رَنّ الجَرَسُ فَأسْرَعَ مُنِيرٌ يجْمَعُ أدَوَاتَهُ دَاخِلَ المِحْفَظَةِ ثُمّ انْطَلَقَ كَالسّهْمِ إلَى البَائِعِ المُتَجَوِّلِ المُتَوَاجِدِ أمَامَ بَابِ المَدْرَسَةِ. وَقَفَ أمَامَ العَرَبَةِ يَتَأمّلُ الأكلَات المَعرُوضَة وَقَد غَشّاهَا الغُبَارُ وَتَجَمّعَ حَوْلَهَا الذّبَابُ. نَظَرَ الوَلَدُ باشْمِئْزَازٍ وَلكِنّ الجُوعَ قَدْ أخَذَ مِنْهُ مأخَذَهُ دَسّ الطّفْلُ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ وَأخْرَجَ مِنْهُ بَعْضَ القِطَعِ النّقْدِيّةِ وَطَلَبَ مِنَ البَائِعِ قِطْعَةَ مُرَطّبَاتٍ. وَ مَا إنْ نَاوَلَهُ الرّجُلُ طَلَبَهُ حَتّى شَرَعَ في إلْتِهَام المُرَطّبَةِ بِشَرَاهَةٍ. وَبَغْتَةً تَوَقّفَ عَنِ الأكْلِ بسَببِ مَذَاقٍ غَرِيبٍ. حَدّقَ الوَلَدُ مَلِيًّا فِي اللّمْجَةِ لَكِنّهُ لَمْ يُلاَحِظْ شَيْئاً فَوَاصَلَ الأكْلَ . رَنّ الجَرسُ ثَانِيةً مُعْلِنًا عَنْ بِدَايَةِ حِصّةِ العُلُومِ فَوَقَفَ مُنِيرٌ فِي الصَفِّ ثُمّ دَخَلَ القِسْمَ وَجَلَسَ إلَى مَكَانِهِ المُعْتَادِ
إنتاج كتابي اللمجة المتسممة medrassatouna