النص :
في أحد البساتين سكن صرّار قرب نملة. كانت النّملة تقضي فصل الصّيف تجمع وتخزن مؤونتها لفصل الشّتاء. أمّا الصّرّار فكان يراقب النملة وهو يغنّي، وكلّما رأى النملة نشوانة بغنائه زاد طربا. قدم الشّتاء فذهب الصّرّار باكيا إلى بيت النّملة يطلب المساعدة فأطردته وأغلقت الباب في وجهه. ذهب الشّتاء وبعده الرّبيع وحلّ الصّيف من جديد، فعادت النّملة تجمع وتخزن. أمّا الصّرّار فقد غاب عن البستان. انتهى فصل الحصاد وجاء الخريف. عندها شعرت النّملة أنّ مخزونها من الطّعام كان أقلّ من العادة. عاد الشّتاء مرّة أخرى فرجع الصّرّار وما إن حلّ بالبستان حتّى سمع بأنّ النّملة مريضة، فذهب ليزورها. ولمّا شاهدته أمامها قالت والدّموع تنهمر من عينيها: »أعتذر عمّا صدر منّي أيّام زرتني تطلب الإعانة. لم نكن نعرفه جيّدا معشر النّمل أنّ غناءك وألحانك غذاء روحيّ لنا يقوّي من عزيمتنا « .