إنتاج كتابي حول الربيع
في يوم من أيام عطلة الربيع نظّمت مدرستنا رحلة إلى عين دراهم وصلنا في الصباح الباكر إلى المدرسة يحمل كلٌّ منّا حقيبةً صغيرةً على ظهره وفي الساعة الثامنة صباحاً حضرت الحافلة التي ستقلنا في رحلتنا وصعدنا بهدوء وترتيبٍ ثم جلس كلٌّ منّا في مكانه .
انطلقت الحافلة وبدأ كل منا يردد النكات ونضحك جميعاً فرحين برحلتنا، بعد ساعتين وصلنا إلى المدينة الجميلة الخلابة و نزلنا من الحافلة بانتظام كأننا سربٌ يصطفّون مثلَ أوتار عود،وعيوننا ترقب جمال المكان من شجر وماءٍ وخضرة، ونسيم عليل، وألعاب تملأ المكان بما لذّ وطاب؛ فهذا يحلّق في الجو، وذلك يدور في انتظام، وآخر يسير في ارتفاع وهبوط ليرى من خلالها منظر المنطقة ككلّ..
الأزهارٌ متفتحة، والأشجارٌ مزدانة بخضرتها وثمارها، والشمسٌ مشرقة، ورائحة فوّاحة تملأ المكان، تملأ الروح بهجة وسعادة، وتردّ للوجه رونقه وتورّده، فتساءلت عن سرّ ذلك، وبدا ذلك جليّاً عندما أيقنت أن هذا فصل الربيع ففيه تزهر الأشجار والورود وتحلق للطيور راقصة في جوّ السماء، وكأنها لاعبة تداعب بعضها بعضاً في انتظام يأسرُ اللّبّ والفؤاد، مكوّنة أشكالاً هندسية كأنها منقوشة بيدِ فنّان مبدع في فنّه واختيار ألوانه المتناسقة، وتلك تتراقص فوق أغصان الأشجار تغنّي أجمل الألحان .
يا له من فصلٍ عابقٍ بالحياة والفرح والبهجة، ويا له من فصلٍ جميل بهيّ يجعل العطر في جميع الأجواء، ويُحوّل الغابات والأراضي إلى مزهريّةٍ فاخرةٍ مليئةٍ بالورود الرّائعة، فمرحى لفصل الرّبيع، وأهلاً به أينما حلّ وارتحل .
حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يسرق العمل الخاص بالموقع و ينزله في مواقع اخرى